الصفحة الرئيسية » » صفة أجساد أهل الجنة

صفة أجساد أهل الجنة

الجنة, دار السلام, دار الخلد, دار المقامة, جنة المأوى, جنات عدن

” كل نفس تظل ميتة فى البرزخ تنتظر وقتها المحدد لها سلفا لتلتحم بالجنين الخاص بها فيتكون الانسان فلان الفلانى ، ثم بعد أن يعيش هذا الانسان ـ ذكرا أو أنثى ـ العمر المحدد له سلفا فى هذه الدنيا تفارق نفسه جسده فيموت بعودة النفس الى البرزخ الذى جاءت منه، وبعد أن تأخذ كل نفس دورها واختبارها فى هذه الحياة الدنيا ويتم اختبار البشر كلهم تقوم القيامة ويتدمر العالم ويتم بعث كل الأنفس مرة واحدة وتلتحم كل نفس بعملها الذى سيكون جسدها الذى تقابل به ربها و تلقى به مصيرها الى خلود فى الجنة أو خلود فى النار. ” (2)

” عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورَشَحهم المسك ، ومجامرهم الأَلُوَّة الألنجوج عود الطيب ، وأزواجهم الحور العين ، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء ” . رواه البخاري ( 3149 ) ومسلم ( 2834 ) .

” عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” يَدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جرداً مرداً مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة ” . رواه الترمذي ( 2545 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني في ” صحيح الجامع ” ( 8072 ) . (3)

الحديثان لا يشيران بشكل مباشر إلى حدوث تعديل في أجساد أهل الجنة . لكن هناك من يقول بأن :

” الجسد المعاد هو نفسه الذي كان في الدنيا بمعنى أن ما يكون في الآخرة هو ما كان في الدنيا بدليل قوله تعالى بسورة القيامة “أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوى بنانه ” فتسوية البنان والمراد إعادة الإصبع كما هو  دليل على رجوع الجسد نفسه دون تغيير . وبدليل قوله بسورة النور “يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ” . فلو لم تكن الألسن والأيدي والأرجل هي نفسها التي كانت في الدنيا ما استطاعت أن تشهد على الكفار لعدم علمها بما عملت وهذه الشهادة من الأعضاء دليل على إعادة الجسم نفسه وبدليل قوله في سورة يس “اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ” وكلام الأيدي وشهادة الأرجل بأعمال الدنيا لا يكون إلا من الأعضاء التي كانت موجودة في الدنيا ”

مع هذا يمكن الرد على ما سبق بأن التعديل المطلوب هنا يتعلق بالأجزاء أو الأعضاء الداخلية خصوصا تلك المتعلقة بعملية الهضم والإخراج في حين أن الأدلة السابقة تتحدث عن أعضاء الجسم الخارجية والتي ليس لها علاقة بعملية الهضم والإخراج .

السُّنة تنبهت إلى هذه القضية كما تقدم في الحديثين فقالت بتعديل بسيط – ولو بشكل غير مباشر – في بنية الجسم البشري الأخروي المؤهل لدخول الجنة. حيث أن أهل الجنة ” لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يمتخطون ” أو أنه سيتم إخراج هذه الفضلات على هيئة عرق رائحته مسك . وهو اجتهاد ذكي لكن يعتوره الخلل. فمثل هذا التعديل في الجسم سيقتضي إلغاء أعضاء وأجهزة من جسم الإنسان لن تعود لها حاجة مثل الأمعاء الغليظة وفتحة الشرج, والمثانة والحالب وغيرها. ولكي يفرز الجسم عرق رائحته مسك سيتم تعديل بنية الغدد العرقية ! أي أن طبيعة الجسم البشري الحالية لا تتناسب مع مواصفات الجسد الأخروي المذكورة في الحديث الأول. فما الحاجة إلى بعث جسد سيتم تغير كثير من قطع غياره؟! وأين سيتم تبديل قطع الغيار تلك ؟! قبل البعث أي في القبور أم أثناء البعث أم بعده ؟! جدير بالذكر أن البعث غير محصور بالإنسان فقط بل بجميع الكائنات الحية وفق منطوق كثير من الآيات القرآنية . هل هذا يعني أن جميع الكائنات الحية الأخرى لن تتغوط ولن تتبول ؟!!

لكن قد يرد قائل بأن أجساد أهل الجنة ستبقى على حالها كل ما هنالك أنهم لن يخرجوا أيا من الفضلات وهذا كله بقدرة من الله عز وجل . فكما سيغير من طبيعة  نفوس أهل الجنة كذلك سيغير من طبيعة نظام أجسادهم بحيث  سيتم تدوير الفضلات داخليا .

بعث الجسد ليس مشكلة سواء كان من عجب الذنب أو من غيره . فحتى من وجهة نظر علمية كل خلية في جسم الإنسان عبارة عن ذاكرة للجسد كله أي أن كل خلية هي بمثابة نسخة مصغرة عن جسم الإنسان ويمكن – نظريا – إعادة هيكلة الجسم البشري من خلا ل هذه الخلية. طبعا العلم غير قادر على القيام بهذه المهمة, لكن هذه رؤية تبسيطية إلى أن البعث ليس مشكلة في حد ذاته وأحسب أن الذي ينكر البعث لا ينكر القدرة على القيام به – من قبل الخالق طالما آمن به – لكنه ينكر حيثياتها فالأصعب هو الخلق وليس إعادة الخلق.

بالنسبة للمؤمن هذه القضية لا تشغله فهو عادة لا يطرح أسئلة – شيطانية – كهذه! فالإيمان هو الهروب من العقل وأسئلته المحيرة ولو سأل أسئلة كهذه فما حاجته للإيمان أصلاً. الإيمان حل لمشكلة الأسئلة المحيرة.

إنشر و شارك هذا الموضوع - جزاكم الله خيرا :
 

Copyright © 2013. الفردوس - All Rights Reserved
القالب تم إنشاؤه و تصميمه لصالح مدونة الفردوس أضخم كم من المصادر و العلوم الإسلامية
Proudly powered by Blogger